مدونتنا

Blog Thumbnail

ما الفرق بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني: مقارنة في المفهوم و الأهداف والمهارات والفرص الوظيفية

يظهر الفرق بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في العديد من النقاط, مثل المفهوم العام والأهداف و المهارات, لكن رغم الاختلاف إلا أنهما يتكاملان مع بعضهما.

3/8/2025 - 10 دقائق

ما الفرق بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني: مقارنة في المفهوم و الأهداف والمهارات والفرص الوظيفية


إذا اطلعت على أكثر التخصصات طلبا في عصرنا هذا ستجد من ضمنها تخصصا الذكاء الاصطناعي و الأمن السيبراني, حيث زاد الطلب على المتخصصين في الأمن السيبراني بشكل أكثر مما مضى, وذلك بسبب زيادة الهجمات الإلكترونية خلال الخمس سنوات الماضية, حيث بلغ متوسطها 758,000 هجوم سنويا — وفقا لمركز شكاوى الجرائم عبر الإنترنت التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI المعروف باسم IC3. 


فكان لابد من تطوير تخصص الأمن السيبراني لحماية البيانات الحساسة من التسريب والاختراق من خلال تقنيات مثل التشفير وأنظمة الحماية المتقدمة, مما يضمن بقاء المعلومات الشخصية والمالية والمؤسسية في مأمن من أيدي المهاجمين. 


بالرغم من تداخل هذين المجالين في كثير من الأحيان وتكاملهما معا, إلا أن هناك فروقات أساسية بينهما. 

في هذا المقال, سنناقش الفرق بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني, مع التركيز على أوجه التشابه والاختلاف الرئيسية بينهما. (اكمال المقدمة)



  1. الفرق بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في المفهوم

مفهوم الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي هو فرع من فروع علوم الحاسوب يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاء بشريا, مثل التعلم و التفكير والتعرف على الأنماط, ويشمل تطوير خوارزميات ونماذج تمكن الآلات من تحليل البيانات والتعلم منها, واتخاذ قرارات معقدة بناء على تلك البيانات.

 يتضمن ذلك مجموعة واسعة من التقنيات مثل تعلم الآلة Machine Learning, والشبكات العصبية الاصطناعية Neural Networks, و معالجة اللغة الطبيعية Natural Language Processing


مفهوم الأمن السيبراني 

الأمن السيبراني هو مجال معني بحماية الأنظمة الرقمية و الشبكات والبيانات من الهجمات الرقمية, و الأضرار, أو الوصول غير المصرح به, يتجاوز الأمن السيبراني كونه مجرد تكنولوجيا, حيث يشمل سياسات وإجراءات تهدف إلى ضمان سرية و سلامة وتوافر المعلومات الرقمية. [1]


يركز الأمن السيبراني على عدة جوانب رئيسية, منها حماية البنية التحتية التقنية من التهديدات الخارجية, تأمين نقل وتخزين البيانات من التجسس أو التعديل, وضمان استمرارية العمل حتى في حالة التعرض لهجوم. 

يستخدم الأمن السيبراني مجموعة من الأدوات والتقنيات مثل التشفير, و جدران الحماية, و أنظمة كشف التسلل, وبرامج مكافحة الفيروسات للحفاظ على الأمان الرقمي.

يتضمن الأمن السيبراني أيضا ممارسات مثل تقييم المخاطر الأمنية و إجراء اختبارات الاختراق للكشف عن الثغرات وتحليل الحوادث السيبرانية لفهم كيفية حدوثها ومنع تكرارها.

 مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة، أصبح الأمن السيبراني ضروريا لحماية الأفراد و الشركات والحكومات من الخسائر المالية والاختراقات الأمنية.


الفرق بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في الأهداف الأساسية


  •  أهداف الذكاء الاصطناعي

يهدف الذكاء الاصطناعي إلى تحسين الأداء البشري من خلال الأتمتة الذكية, وذلك من خلال تطوير أنظمة قادرة على التعلم من البيانات واتخاذ القرارات بناء عليها, وتحسين نفسها بمرور الوقت. على سبيل المثال, يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستخدم في تطوير أنظمة رعاية صحية قادرة على تشخيص الأمراض بدقة أعلى, أو في السيارات ذاتية القيادة للتقليل من حوادث المرور.



  •  أهداف الأمن السيبراني

على الصعيد الآخر, يهدف الأمن السيبراني إلى حماية المعلومات الرقمية والبنية التحتية التقنية من التهديدات, يتضمن ذلك الوقاية من الهجمات السيبرانية واكتشافها والرد عليها وضمان سرية وسلامة وتوافر البيانات. يسعى الأمن السيبراني إلى منع التهديدات قبل حدوثها من خلال استخدام أدوات مثل جدران الحماية وأنظمة كشف التسلل وبرامج مكافحة الفيروسات, التي تتيح رصد الأنشطة المشبوهة ومنع الهجمات قبل أن تتسبب في أضرار. ماذا لو وقع هجوم ناجح كيف سيفيد الأمن السيبراني؟ في حالة وقوع الهجوم  يعمل الأمن السيبراني على تقليل الأضرار من خلال الاستجابة السريعة واحتواء الحادث, وتحليل الاختراقات للتعلم منها ومنع تكرارها. بهذا, يمثل الأمن السيبراني خط الدفاع الأول في مواجهة التهديدات الرقمية, مما يضمن استمرارية الأعمال وحماية الأفراد من العواقب المدمرة للهجمات السيبرانية.


ما الفرق في التقنيات المستخدمة لكل منهما؟ 

الفرق بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني يكون أيضا في التقنيات المستخدمة في كل منهما, نوضحها على النحو الآتي: 


  • تقنيات الذكاء الاصطناعي

هناك العديد من التقنيات التي تدخل في بناء وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي, والتي تشمل ما يلي: [2]

  •  التعلم الآلي: يشير إلى القدرة على تعلم الأنماط من البيانات دون أن يتم برمجتها بشكل صريح.
  •  التعلم العميق: و هو الفرع من التعلم الآلي المسؤول عن بناء نماذج تعتمد على الشبكات العصبية الاصطناعية لمحاكاة طريقة عمل الدماغ البشري في معالجة المعلومات. 
  • علم الروبوتات: يركز على تصميم وتطوير وبرمجة الروبوتات, وهي آلات قادرة على أداء مهام متنوعة بشكل مستقل أو شبه مستقل.
  • الرؤية الحاسوبية: هي مجال يركز على تمكين الآلات من تفسير وفهم المعلومات البصرية من العالم، مثل الصور والفيديو. 
  • معالجة اللغة الطبيعية: و تهدف إلى تمكين الآلات من فهم و تحليل والتفاعل مع اللغة البشرية بطريقة طبيعية.



  • تقنيات الأمن السيبراني

أما تقنيات الأمن السيبراني فتشمل: [3]

  • جدران الحماية: هي أنظمة أمان تستخدم لمراقبة حركة البيانات داخل الشبكات, حيث تقوم بفحص البيانات القادمة والصادرة بناء على قواعد محددة مسبقا لتحديد ما إذا كان يجب السماح لها بالمرور أو حظرها, مما يساعد في حماية الشبكة من التهديدات والاختراقات.
  • البرامج المضادة للبرمجيات الخبيثة: هي أدوات أمان تساعد في منع وإزالة البرمجيات الضارة من الأجهزة, حيث تقوم هذه البرامج بتحديد البرمجيات الخبيثة و إزالتها للحفاظ على أمان النظام.
  • البرامج المضادة للفيروسات: برامج مكافحة الفيروسات هي أدوات أمان تستخدم للحماية من البرمجيات الضارة, أحدث برامج مكافحة الفيروسات تستخدم تقنيات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي. 
  • اختبار الاختراق: هو عملية لمحاكاة هجوم على نظام لتحديد نقاط ضعفه وتقييم مدى تعرضه للاختراق, يساعد هذا الاختبار في تحسين الأمان عن طريق اكتشاف الثغرات وتحديد الأجزاء القوية التي لا تحتاج إلى تحسين.
  • التشفير:  هو عملية تحويل النصوص القابلة للقراءة إلى شكل مشوش لا يمكن قراءته إلا باستخدام مفتاح فك التشفير, هذا يحمي المعلومات الشخصية مثل حسابات البنوك وسجلات الصحة أثناء نقلها أو تخزينها عبر الإنترنت, حيث يتم استعادتها إلى شكلها القابل للقراءة عند وصولها إلى المرسل إليه.



الفرق بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في المهارات والفرص الوظيفية

يكمن الاختلاف بين الذكاء الاصطناعي في المهارات والفرص الوظيفية, لتكون على النحو الآتي: 


  • المهارات المطلوبة


الذكاء الاصطناعي

  • البرمجة 
  • تحليل البيانات
  • الخوارزميات والتعلم الآلي
  • الإحصاء والرياضيات والجبر الخطي
  • معالجة اللغة الطبيعية و الرؤية الحاسوبية



الأمن السيبراني

بعض مهارات الأمن السيبراني: [4]

  • فهم الشبكات والبروتوكولات: المعرفة العميقة بالشبكات والبروتوكولات مثل TCP/IP، وطرق تأمين الشبكات. 
  • إدارة الأنظمة وتقييم المخاطر: مهارات في إدارة الأنظمة والتعرف على الثغرات وتقييم المخاطر الأمنية.
  • البرمجة و الاختراق الأخلاقي: مهارات في البرمجة بلغة Python و Bash، واستخدام أدوات الاختراق الأخلاقي لاختبار الأمان.
  • التشفير ومكافحة البرمجيات الخبيثة: إلمام بأساسيات التشفير وتقنيات مكافحة البرمجيات الخبيثة لحماية الأنظمة.
  • أمان التطبيقات وحمايتها: تأمين البرامج من الثغرات والهجمات لضمان سلامة البيانات ووظائف التطبيق.

طبعا ولا ننسى المهارات الشخصية لكلاهما مثل مهارات التواصل وحل المشكلات والتفكير النقدي


  •  الفرص الوظيفي

الذكاء الاصطناعي 

بعض الفرص الوظيفية المتوفرة في مجال الذكاء الاصطناعي, تشمل: 

  • مهندس تعلم آلي 
  • عالم بيانات
  • مهندس ذكاء اصطناعي
  • باحث في الذكاء الاصطناعي



الأمن السيبراني

أما الفرص الوظيفية المتوفرة في مجال الأمن السيبراني, تشمل: 

  • محلل أمان المعلومات: مراقبة وتحليل الأنظمة للكشف عن التهديدات المحتملة والاستجابة لها.
  • مهندس أمن شبكات: تصميم وتنفيذ استراتيجيات أمان الشبكات لحماية البيانات والأنظمة.
  • متخصص في اختبار الاختراق: إجراء اختبارات لاكتشاف الثغرات الأمنية وتقديم توصيات لتحسين الأمان.
  • مدير أمان المعلومات: قيادة فرق الأمان وتطوير استراتيجيات لحماية المعلومات والأنظمة ضد الهجمات السيبرانية.



 العلاقة بين الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي

أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية لتعزيز الأمن السيبراني, حيث يوفر قدرات جديدة تساعد في اكتشاف الهجمات والتهديدات السيبرانية بطريقة أكثر فعالية وسرعة, وفيما يلي بعض الطرق التي يتم فيها استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن السيبراني: [5]


  • الكشف عن التهديدات والتحليل المتقدم

 يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة فائقة, مما يتيح اكتشاف الأنماط غير العادية التي قد تشير إلى هجمات سيبرانية محتملة, من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتقنيات مثل التعلم الآلي للكشف عن السلوكيات المشبوهة في الشبكات, يؤدي هذا الى حماية الأنظمة من التهديدات قبل أن تتسبب في ضرر.


  • الأتمتة في الاستجابة للحوادث

 يساعد الذكاء الاصطناعي في أتمتة الاستجابة للحوادث السيبرانية من خلال اتخاذ قرارات تلقائية بناء على البيانات التي يتم جمعها في الوقت الفعلي, يمكن لهذه الأتمتة أن تقلل من الوقت المستغرق للرد على الهجمات وتحسين فعالية التدابير الأمنية.


  • تحليل البيانات الضخمة

 يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة وتحليل البيانات الضخمة بشكل فعال لتحديد الهجمات المحتملة وتحسين الإجراءات الوقائية, هذا يساعد في تقليل الوقت المستغرق لاكتشاف التهديدات وتحسين استجابة الأمن السيبراني بشكل عام.


  • التعلم المستمر

 تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على التعلم المستمر لتحسين أدائها بمرور الوقت, و مع كل تهديد جديد يتم اكتشافه تتعلم هذه الأنظمة كيفية التعرف على تهديدات مماثلة في المستقبل, مما يزيد من فعاليتها في مواجهة التهديدات المتطورة.


التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على الأمن السيبراني

رغم الفوائد العديدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للأمن السيبراني, إلا أن هناك تحديات كبيرة تأتي معه:


  • الهجمات المتطورة باستخدام الذكاء الاصطناعي

يمكن للمهاجمين استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير هجمات سيبرانية أكثر تعقيدا وفعالية, على سبيل المثال, يمكن استخدام تقنيات التعلم الآلي لإنشاء برمجيات خبيثة قادرة على التحايل على أنظمة الكشف التقليدية, يمكن لهذه البرمجيات الخبيثة أن تتعلم من كل محاولة فاشلة للتسلل, مما يجعل من الصعب اكتشافها والتصدي لها.


  • التحديات الأخلاقية والقانونية

 استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني يثير قضايا أخلاقية وقانونية معقدة, يجب على المؤسسات ضمان أن استخدام الذكاء الاصطناعي يتم بطريقة تحترم الخصوصية وحقوق الأفراد, علاوة على ذلك, قد يكون من الصعب تحديد المسؤولية عند حدوث خطأ أو فشل في نظام الذكاء الاصطناعي.


  • الثغرات الأمنية في أنظمة الذكاء الاصطناعي

  أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها ليست محصنة من الهجمات, حيث يمكن للمهاجمين استغلال نقاط الضعف في هذه الأنظمة للتلاعب بالنتائج أو تعطيل النظام بأكمله. لذا, من الضروري أن يتم تأمين أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل فعال لضمان عدم تعرضها لهجمات.




الخاتمة

في الختام, يظهر الفرق بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بشكل واضح رغم تشابههما في بعض النواحي, فمن ناحية الأهداف الذكاء الاصطناعي يهدف إلى تطوير أنظمة تحاكي الذكاء البشري من خلال التعلم من البيانات واتخاذ قرارات ذكية, مما يعزز الأداء البشري في مجالات مثل الرعاية الصحية والقيادة الذاتية. في المقابل, يركز الأمن السيبراني على حماية المعلومات الرقمية من الهجمات والأضرار باستخدام تقنيات مثل التشفير وجدران الحماية.

بينما يسعى الذكاء الاصطناعي لتحسين الأنظمة من خلال الأتمتة الذكية, يهدف الأمن السيبراني إلى ضمان سرية وسلامة البيانات, رغم الاختلافات إلا أن هناك تكامل بين المجالين, حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الأمن السيبراني من خلال الكشف المتقدم وتحليل البيانات الضخمة, رغم التحديات التي يواجهها من حيث الهجمات المتطورة والتحديات الأخلاقية. فهم هذه الفروق والتكامل بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني ضروري لتطوير حلول تقنية فعالة وآمنة في عصر الرقمنة المتزايد.





المصادر 


  1. ما المقصود بالأمن السيبراني؟
  2. أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي - موضوع
  3. تقنيات الأمن السيبراني: إدارة المخاطر في عصر المعلومات
  4. مهارات الأمن السيبراني ومتطلبات التخصص فيه ومهارات وظائفه.
  5. الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني: العلاقة والفرق بينهما وتحدياتهما - بكه للتعليم


لايوجد تعليقات بعد!

سجل الدخول ﻹضافة تعليق

العلامات
مقارنات