الذكاء العام الاصطناعي هو أحد أنواع الذكاء الاصطناعي الذي يهدف الى محاكاة الذكاء البشري وجعل الآلات قادرة على القيام بالمهام الفكرية مثل الإنسان.
قد لا يعرف الكثير هذه المعلومة ولكن هناك أنواع للذكاء الاصطناعي, حيث ليس جميع أنظمته تعمل بنفس الآلية, و من ضمنها " الذكاء العام الاصطناعي AGI" أو Artificial General Intelligence.
يظل الانسان فضولا و شغوفا بشأن اختراع كل ما هو جديد ومتطور فهو لا يكل ولا يمل, لذلك بات هذا النوع موضع جدل عند العلماء حول إمكانية تحقيقه أو الوصول الى تطبيقات تندرج تحت هذا النوع أم لا, حيث أن بعض الباحثين يعتبرونه الهدف النهائي للذكاء الاصطناعي, ولكن ما هو الذكاء العام الاصطناعي AGI وما تطبيقاته المستقبلية, هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
هو أحد أنواع الذكاء الاصطناعي الذي يتميز بقدرة الآلات على محاكاة ذكاء الإنسان وقدرته على القيام بالمهام الإدراكية والفكرية التي يقوم بها الإنسان, دون الحاجة لتدريب النظام عليها مثل قدرته على إيجاد حلول لمشاكل لم يتم تدريبه عليها من قبل.[1]
فالفكرة وراءه هي أن تصبح أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على القيام بجميع الأعمال التي يستطيع الإنسان القيام بها.
الذكاء العام الاصطناعي AGI يعرف أيضا " بالذكاء الاصطناعي القوي" وهو عكس ما يعرف " بالذكاء الاصطناعي الضيق", والأخير هو المتعارف عليه حيث تدرب الآلة أو النظام على أداء مهمة واحدة محددة أو حل مشكلة واحدة محددة.
لتوضيح الاختلاف بين النوعين, نذكر مثالا على الذكاء الاصطناعي الضيق وهو السيارات ذاتية القيادة, فنظامها صمم ليجمع البيانات من المحيط الخارجي باستخدام العدسات المصورة داخل السيارة للاستجابة لبعض الأحداث كعبور طفل وغيرها من الأحداث, وأيضا لدينا نظام IBM Watson, الحاسوب الخارق إذ يتم تدريبه باستخدام العديد من البيانات ليتعلم منها وبالتالي يكون قادرا على الإجابة على أكثر الأسئلة تعقيدا.
هذان مثالان على الذكاء الاصطناعي الضيق وهما يبدوان في غاية الذكاء فتخيل ما يمكن للآلة فعله ما إذا كانت تندرج تحت الذكاء العام الاصطناعي AGI.
بالرغم من الفوائد التي لا حصر لها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتطور الهائل الذي وصلنا اليه واختراع السيارات ذاتية القيادة وغيرها من الاختراعات الذكية, إلا أن العلماء يطمحون لتحقيق الذكاء العام الاصطناعي لعدد من الأسباب منها, زيادة بعض القدرات الهامة مثل القدرة على الإحساس ( كما في الفعل, انظر), والقدرة على التصرف مثل نقل الأشياء.
بالإضافة إلى زيادة القدرة على فهم واكتشاف المخاطر والتهديدات في البيئة المحيطة والاستجابة لها بطريقة ذكية وفعالة. بالإضافة إلى مجالات مثل العلوم المعرفية واتخاذ القرارات, تحقيق مثل هذا النوع من الذكاء الاصطناعي قد يوجد قدرات إضافية مثل التخيل وهي المقدرة على تكوين صور ومفاهيم لم تتم برمجتها, وغيرها من التطبيقات.
ولكن كيف يمكن اختبار الآلة إذا ما وصلت الى الذكاء البشري أم لا؟ أحد أشهر الاختبارات المستخدمة لذلك هو اختبار تورنغ وهو طريقة لتحديد ما إذا كان الحاسوب أو النظام قادر على إظهار الذكاء البشري, ويعود اسمه إلى مخترعه آلان تورنغ.[2]
كيفية الاختبار
يتكون الاختبار من ثلاثة أطراف جميعهم معزولون عن بعضهم البعض, الأطراف هي: إنسان والحاسوب المراد اختباره والمراقب الذي سيختبر الحاسوب والذي سيحدد ما إذا كان ذكاؤه يحاكي ذكاء الإنسان أم لا, تكون المحادثة عن طريق الكتابة لئلا تكون عدم قدرة الحاسوب على الكلام عائقا.
إذا لم يستطع المراقب التفريق بين الحاسوب والإنسان في الإجابات أي أن الحاسوب استطاع محاكاة ما قد يقوله الإنسان فإنه نجح في الاختبار.
يقول بعض الباحثين أن هذه الاختبار غير كاف لتحديد ما إذا كان الحاسوب قد حقق بالفعل الذكاء العام الاصطناعي AGI.
لا يزال الباحثون غير واثقين من وجود تطبيقات على هذا النوع من الذكاء الاصطناعي, ولكن يعتقد باحثون من شركة مايكروسوفت وشركة Open AI أن GPT-4 ينظر إليه على أنه نسخة مبكرة للذكاء العام الاصطناعي ومع ذلك لا تزال غير كاملة, وذلك بسبب إتقانه للغة وقدرته على حل المهام الجديدة والصعبة التي تمتد عبر الرياضيات والبرمجة والطب والقانون وعلم النفس وغيرها، دون الحاجة إلى أي توجيه خاص بقدرات تقترب بشكل ملحوظ من الأداء على مستوى الإنسان.[3]
ومع ذلك، يقول سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ ChatGPT، أن ChatGPT لم يقترب حتى من أن يكون نموذجًا للذكاء العام الاصطناعي.
هناك تساؤلات تدور حول إمكانية تفوق AGI على ذكاء الإنسان, يعتقد بأن الذكاء العام الاصطناعي سيتفوق على الإنسان بحيث سيتميز بمزايا تفوق قدرات الإنسان مثل القدرة على استرجاع المعلومات بالإضافة الى إجراء العمليات الحسابية بسرعة بل بشكل فوري.
ومع كل التقدم والتطور الذي طال الذكاء الاصطناعي إلا أن بعض الباحثين والعلماء يرون أن إمكانية تحقيق الذكاء العام الاصطناعي شبه مستحيلة بسبب تعقيد المجال, ولكن من يعلم ما قد يحصل.
الخاتمة
في الختام، فإن المستقبل الذي ينتظر الذكاء العام الاصطناعي AGI مليء بالتحديات والفرص, إذ يستمر العلماء والباحثون في سعيهم لتحقيق هذا الهدف الطموح، محاولين فهم التعقيدات المتعددة التي تحيط بهذا المفهوم. رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم، فإن العمل الجاد والتفاني في هذا المجال يمكن أن يقود إلى تقدم هائل في مجالات متعددة.
المصادر