مدونتنا

Blog Thumbnail

7 من مشاكل و تحديات السيارات ذاتية القيادة وما المستقبل الذي ينتظرها؟

السيارات ذاتية القيادة محفوفة بالتحديات والمشاكل التي تعيق تطويرها, حيث أننا لن نرى هذه السيارات حتى عام 2035, منها ما يتعلق بقضايا الأمن والسلامة.

3/10/2025 - 9 دقائق

7 من مشاكل و تحديات السيارات ذاتية القيادة وما المستقبل الذي ينتظرها؟ 


جميعنا يتطلع الى تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة, وهي السيارة التي تقود نفسها بنفسها دون تدخل من السائق, حيث تكون قادرة على اتخاذ القرارات بناء على المعلومات التي تجمعها من محيطها, ولكن لا أحد يعلم متى ستصبح جاهزة للاستخدام, إذ لا تزال حاليا في مرحلة التطوير, ولم يتم إصدار أي سيارة بعد للاستخدام الحقيقي. تحديات السيارات ذاتية القيادة والمشاكل التي تواجهها, هي السبب وراء تأخير هذه التكنولوجيا, حيث واجهت العديد من العقبات, من الناحية التقنية و قانونية و اجتماعية.


قد تشمل هذه التحديات تحسين دقة الأنظمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي, وضمان سلامة البيانات وحمايتها من الهجمات السيبرانية, بالإضافة إلى تطوير الأطر التنظيمية التي تحكم استخدامها. ناهيك عن فكرة قبول المجتمع لهذه التكنولوجيا وتغيير ثقافة القيادة الحالية, حيث تعد من العوامل الأساسية التي ستحدد نجاح هذه التكنولوجيا في المستقبل. في هذا المقال سنذكر بعض من أهم التحديات التي تواجه السيارات ذاتية القيادة, إضافة الى التطلعات المستقبلية التي تخصها, تابع المقال للنهاية. 


ما هي تحديات السيارات ذاتية القيادة؟ 

بعض من التحديات التي تواجهها هذه التكنولوجيا: [1]


  • قضايا السلامة والموثوقية

تعتبر قضايا السلامة والموثوقية من أبرز التحديات التي تواجه السيارات ذاتية القيادة, على الرغم من التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في هذه المركبات كالذكاء الاصطناعي الرادارات والكاميرات, إلا أن هناك العديد من المخاوف المتعلقة بالسلامة التي تحتاج إلى معالجة. 


تشمل هذه القضايا الحوادث المرورية, حيث تظهر الإحصائيات أن معظم الحوادث تقع بسبب الأخطاء البشرية, لعل هذه الإحصائيات هي السبب الأول الذي دفع بهذه التكنولوجيا الى الظهور, حيث تظهر الدراسات أن السيارات ذاتية القيادة تهدف الى تقليل هذه الحوادث, إلا أن هناك قلقا كبيرا بشأن قدرتها على التعامل مع المواقف المعقدة, مثل التصرف في حالات الطوارئ. 


في حالة حدوث حادث, يثار تساؤل حول قدرة التكنولوجيا على اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب. كما تحتاج الأنظمة المستخدمة في السيارات ذاتية القيادة, مثل المستشعرات والكاميرات, الى أن تكون موثوقة بنسبة 100%, لأن أي خلل في هذه الأنظمة يمكن أن يؤدي الى نتائج كارثية. 


يتطلب اختبار هذه المركبات في ظروف متنوعة معايير صارمة لضمان سلامتها, مما يزيد من عبء العمل على الشركات المصنعة.


  • القضايا التنظيمية والقانونية

تواجه السيارات ذاتية القيادة العديد من التحديات القانونية والتنظيمية التي تعيق انتشارها, أولا, لا تزال العديد من القوانين الحالية غير مهيأة للتعامل مع المركبات ذاتية القيادة, على سبيل المثال, يجب وضع قوانين جديدة تتعلق بمسؤولية الحوادث وكيفية التعامل معها, هذا يستلزم تحديث الإطار القانوني الحالي ليشمل القوانين اللازمة لتسهيل استخدام هذه التكنولوجيا.


 كما تعد قضايا التأمين معقدة, إذ يجب تحديد المسؤولية في حالة حدوث حادث, مما يتطلب تغييرات جذرية في سياسات التأمين الحالية, إضافة الى ذلك تفتقر العديد من البلدان الى تشريعات واضحة تنظم استخدام السيارات ذاتية القيادة, مما يتطلب تعاون الحكومات لوضع قواعد شاملة تسمح بتبني هذه التكنولوجيا بأمان.


  •  التغيرات التكنولوجية والتحديات الأخلاقية

تتطلب السيارات ذاتية القيادة تحديثات تقنية مستمرة وتغييرات في البنية التحتية, ومع ذلك, تترافق هذه التغييرات مع تحديات أخلاقية معقدة. 


من أبرز هذه التحديات كيفية تصرف السيارات ذاتية القيادة في الحالات الحرجة, حيث تواجه مواقف تتطلب اتخاذ قرارات أخلاقية سريعة, فعلى سبيل المثال، إذا كان من الممكن أن تؤدي إحدى الخيارات إلى إصابة شخص ما, هل أولوية السلامة للراكب أو للمشاة, لذا يجب على البرمجيات اتخاذ قرار سريع, مما يمثل تحديا كبيرا للمهندسين والمصنعين. 


علاوة على ذلك, تجمع السيارات ذاتية القيادة كميات ضخمة من البيانات حول حركة المرور والسائقين, مما يثير قضايا تتعلق بخصوصية البيانات, هذا يدفع الشركات الى ضمان حماية هذه البيانات من الاختراقات وحمايتها من الاستخدام غير المصرح به.


  •  الأتمتة

تتراوح مستويات الأتمتة في السيارات ذاتية القيادة من المستوى الأدنى الى الأعلى, وتواجه تحديات مختلفة بناء على مستوى الأتمتة, حيث يتم تصنيفها وفقا لمستويات الأتمتة, من المستوى 0 (عدم الأتمتة) إلى المستوى 5 (الأتمتة الكاملة). كل مستوى يتطلب تقنيات مختلفة ويواجه تحديات معينة, حيث يتطلب المستوى 3 أن يكون السائق متيقظا, مما قد يثير مخاوف بشأن ترك السائقين لمستويات التحكم. تحتاج السيارات ذاتية القيادة إلى تحقيق توازن بين الأتمتة والتفاعل البشري, حيث إذا كانت السيارة تتخذ جميع القرارات, قد يفقد السائقون مهاراتهم في القيادة, مما يزيد من خطر وقوع حوادث عند العودة إلى القيادة التقليدية.


  • إمكانية الاختراق

تعتبر قضايا الأمن السيبراني من أبرز تحديات السيارات ذاتية القيادة, حيث تعتمد السيارات على التكنولوجيا والبرمجيات, مما يجعلها عرضة للاختراق. 

يمكن أن تؤدي الهجمات السيبرانية إلى السيطرة على السيارة عن بعد, مما يسبب حوادث خطيرة, لذا تحتاج الشركات الى الاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني لضمان حماية الأنظمة من الهجمات, حدثت حادثة في عام 2015, حيث تمكن شخصان من اختراق سيارة من نوع تسلا موديل s, حيث تمكنا من التحكم ببعض ميزات السيارة مثل الأبواب, بل تمكنوا حتى من تعطيل المحرك أثناء قيادة السيارة. هذا يتطلب نهجا استباقيا لتحديث البرمجيات وكشف الثغرات قبل أن يتم استغلالها, مما يضيف عبئا إضافيا على الشركات المصنعة.


  • تأثيرات سوق العمل

ستؤثر السيارات ذاتية القيادة على سوق العمل بطرق متعددة, حيث يمكن أن تؤدي زيادة استخدام هذه التكنولوجيا الى فقدان الوظائف في مجالات مثل قيادة الشاحنات والتوصيل. هذا يمكن أن يخلق تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة, حيث يتطلب الأمر إعادة تدريب العاملين في تلك المجالات. ومع ذلك, يمكن أن تخلق هذه التكنولوجيا أيضا فرص عمل جديدة في مجالات مثل تطوير البرمجيات, الأمن السيبراني والصيانة.


وبما أن القوى العاملة بحاجة الى التأقلم مع التغيرات التكنولوجية, يتطلب ذلك تحديث المناهج الدراسية وتطوير برامج تدريبية جديدة تتناسب مع الاحتياجات المستقبلية.


  • تصور الجمهور وقبول المستهلكين

تعتبر مسألة تصور الجمهور وقبول المستهلكين من العوامل المهمة التي تؤثر على انتشار السيارات ذاتية القيادة, فعلى الرغم من التقدم التكنولوجي الكبير, لا يزال هناك تردد بين المستهلكين بشأن قبول هذه المركبات. 


تعود أسباب هذا التردد الى مخاوف تتعلق بالسلامة, حيث يعبر الكثيرون عن قلقهم من إمكانية وقوع حوادث ناجمة عن عدم موثوقية التكنولوجيا أو عيوب البرمجيات, كما أن بعض الناس يشعرون بالقلق من فقدان السيطرة على السيارة, مما يجعلهم يترددون في الاعتماد على نظام قيادة مستقل بالكامل.


يتأثر القبول أيضا بالتجارب السابقة مع التكنولوجيا الجديدة, فقد يتطلب الأمر وقتا لتغيير التصورات السلبية التي تكونت عبر السنوات, ويحتاج الأمر الى حملات توعية فعالة لإعلام الجمهور بالمزايا والميزات التي تقدمها السيارات ذاتية القيادة. من المهم أيضا أن تكون هناك تجارب حقيقية للمستخدمين مع هذه التكنولوجيا, حيث يمكن أن تساعد التجارب الإيجابية في بناء الثقة. 


علاوة على ذلك, تلعب العوامل الاجتماعية والثقافية دورا في كيفية استقبال الجمهور لهذه المركبات, فمثلا, في بعض المجتمعات, قد تكون هناك مقاومة أكبر للتغيير التكنولوجي, بينما في مجتمعات أخرى قد يكون القبول أكبر. 


لذا, يجب على الشركات المصنعة والمطورين العمل بجد لفهم التصورات المختلفة وتقديم رسائل تتناسب مع احتياجات المخاوف والثقافات المحلية. في نهاية المطاف, يعتبر تحقيق قبول المستهلكين عاملا حاسما في نجاح السيارات ذاتية القيادة في المستقبل.




ما التطلعات المستقبلية لهذه التكنولوجيا؟ 

فيما يخص هذه التكنولوجيا المستقبلية, حيث أننا نتطلع إليها, إلا أنه وفقا للتنبؤات لن يتم إصدار سيارة ذاتية القيادة بالكامل حتى عام 2035. هل تعلم أن صناعة السيارات ذاتية القيادة تزداد سنويا بنسبة 16%, هذا يعني أن الطلب على هذه التكنولوجيا في زيادة مستمرة, مما يعكس اهتماما متزايدا من قبل المستهلكين والمستثمرين في هذه الصناعة, حيث أن من المتوقع أن يصل عدد السيارات ذاتية القيادة الى 33 مليون سيارة على الطرق بحلول عام 2040[2]


لكن هل فعلا هذه السيارات آمنة وهل ستقلل نسبة الحوادث؟ لنلقي نظرة على الإحصائيات التالية: 

  • في عام 2020, قتل 38,824 شخصا في حوادث سيارات بالولايات المتحدة, مع حدوث حوالي 17,000 حادث غير قاتل يوميا, مما يشير إلى ضرورة اتخاذ خطوات لتحسين سلامة الطرق.
  • تظهر إحصائيات الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة أن 94% من حوادث السيارات ناتجة عن أخطاء بشرية, مما يثير تساؤلات حول فعالية إزالة السائقين البشر من المعادلة.
  • أظهرت دراسة لمعهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة أن تكنولوجيا القيادة الذاتية قد تقلل الحوادث بنحو 34%. ومع ذلك, لا تزال هذه السيارات تواجه تحديات في تجنب الأخطاء المتعلقة بالتخطيط واتخاذ القرارات.


 رغم أن تقليل الحوادث بنسبة تزيد عن 30% يعد إنجازا, إلا أن تطوير السيارات الذاتية يحتاج إلى أخذ ظروف الطريق والعوائق وقوانين المرور و الأعطال الميكانيكية في الاعتبار لضمان سلامة أكبر. لا نعرف حتما ما إذا كانت فعلا ستقلل نسبة الحوادث المرورية إلا بعد أن تصبح واقعا, لذا ما علينا إلا أن ننتظر ونرى بأنفسنا. 



الخاتمة

في ختام هذا المقال يمكن القول إن السيارات ذاتية القيادة تمثل تطورا تكنولوجيا مثيرا, لكن تواجهها العديد من التحديات التي تحتاج إلى معالجة. تتعلق هذه التحديات بقضايا السلامة والموثوقية, حيث لا تزال هناك مخاوف حول قدرة هذه المركبات على التعامل مع المواقف المعقدة واتخاذ القرارات السريعة في حالات الطوارئ. 


بالإضافة الى ذلك, تبرز القضايا التنظيمية والقانونية كعائق أمام انتشار هذه التكنولوجيا, حيث يتطلب الأمر تحديث القوانين الحالية لتلبية احتياجات المركبات ذاتية القيادة. كما تطرح التكنولوجيا تحديات أخلاقية, خاصة فيما يتعلق بكيفية اتخاذ القرارات في حالات الأزمات, إضافة الى القضايا المتعلقة بالخصوصية والأمان السيبراني. ومن الجانب الاجتماعي, هناك تردد بين الجمهور بشأن قبول هذه السيارات, مما يستلزم جهودا توعوية لإقناع الناس بمزاياها. 


مع التوقعات بزيادة استخدام السيارات ذاتية القيادة بشكل كبير في السنوات القادمة, يتبقى لنا فقط الانتظار لنرى كيف ستتطور هذه التكنولوجيا وما إذا كانت ستنجح في تحقيق أهدافها المتمثلة في تحسين السلامة على الطرق.


المصادر

  1. Top Autonomous Vehicle Challenges and How to Solve Them | TaskUs
  2. Self-Driving Car Accident Statistics | Kisling, Nestico & Redick.
لايوجد تعليقات بعد!

سجل الدخول ﻹضافة تعليق

العلامات
السيارات ذاتية القيادة