مدونتنا
دليلك عن تصوير البيانات في تحليل البيانات [ الفوائد والطرق وأفضل الممارسات والسلبيات]
تصوير البيانات هو عملية تمثيلها باستخدام العناصر البصرية مثل الرسوم البيانية والمخططات وذلك من أجل تسهيل تفسير النتائج لاتخاذ قرارات صحيحة, المزيد في المقال.
3/8/2025 - 8 دقائق
دليلك عن تصوير البيانات في تحليل البيانات [ الفوائد والطرق وأفضل الممارسات والسلبيات]
يهدف تحليل البيانات الى استخلاص الرؤى والمعلومات القيمة من مجموعات البيانات المتدفقة للوصول الى قرارات مستنيرة وتحقيق أهداف معينة، ولفعل ذلك لابد أن تمر البيانات بخطوات عديدة منها: جمع البيانات وتخزينها ثم تحضيرها وذلك بإزالة البيانات المكررة والشاذة، ثم الخطوة التي ستكشف عن الرؤى والأنماط في مجموعات البيانات ألا وهي تحليل البيانات.
غالبا ما يتم التركيز على الخطوات السابقة عند الحديث عن تحليل البيانات لكن لعل أهم خطوة في هذه العملية بأكملها هي تصوير البيانات.
تأتي هذه العملية كآخر خطوة في تحليل البيانات والتي أرى أنها أهم خطوة، ما الغرض من تحليل البيانات إذا لم يتمكن المحلل من إيصال نتائج التحليل وتوضيحها للفريق وأصحاب العمل ليتمكنوا من فهمها والتعرف على الاتجاهات والأنماط في البيانات، هذا تماما ما وجدت له عملية تصوير البيانات، لفهم أوسع وأشمل عن تصوير البيانات والتعمق في أهميتها والطرق المستخدمة فيها وأبرز الممارسات, اقرأ المقال حتى النهاية.
ماذا يعني تصوير البيانات وما أهميته؟
تصوير البيانات هو عملية تمثيل البيانات والمعلومات بشكل بصري من خلال استخدام العناصر البصرية مثل الرسوم البيانية و المخططات والخرائط والرسوم المتحركة. تساعد هذه العروض البصرية على توضيح ونقل الأنماط والعلاقات بين البيانات بطريقة سهلة الفهم، لتفسيرها بطريقة أسهل, وذلك لتمكين من هم ليس في المجال وأصحاب العمل من فهمها بطريقة واضحة. [1]
باستخدام العناصر البصرية يمكن تفسير المعلومات بسهولة وإيصالها الى جميع الأطراف على اختلاف مستوياتهم وخلفياتهم، ليتمكنوا من اتخاذ القرارات والتصرف بناء على الرؤى المستخلصة.
ما فوائد تصوير البيانات في تحليل البيانات؟
لتصوير البيانات فوائد عديدة منها: [2]
- رؤى قابلة للتنفيذ: باستخدام الرسوم البيانية يمكن تفسير المعلومات في البيانات بشكل أفضل وبالتالي يتيح للمحللين استخلاص الرؤى منها لتحديد الخطوات القادمة.
- اكتشاف العلاقات المعقدة: تتيح أدوات التصوير المختلفة مثل المخططات والرسوم البيانية توضيح وعرض العلاقات والاتجاهات في البيانات بشكل واضح وسهل الفهم وبالتالي يمكن اتخاذ القرارات بشكل أسرع.
- الوصول: تسهل الرسوم البيانية وغيرها من أدوات تصوير البيانات عرض البيانات بطريقة تمكن الأشخاص غير المتخصصين من فهم البيانات وتفسيرها بسهولة.
- المساعدة في اتخاذ القرارات: لأن تصوير البيانات يسهم في تسليط الضوء على الرؤى الخفية في البيانات، هذا يساعد الأعمال على اتخاذ قرارات أكثر فعالية، فمثلا يمكن للشركات والمؤسسات من تقييم أدائها وتحليل سلوك العملاء، وتحليل الاتجاهات السوقية، من ثم اتخاذ قرارات أفضل تسهم في تحسين العمل.
- تسليط الضوء على نقاط الضعف: توفر تصورات البيانات رؤى واضحة حول المجالات التي تحتاج إلى تحسين، مما يساعد الشركات في اتخاذ الإجراءات المناسبة لتحسين الأداء، قد تظهر التصورات أن قسما معينا في الشركة لا يحقق أهدافه كما هو متوقع، مما يدل على الحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجياته أو الموارد المخصصة له، أو مثلا منتج ما لا يحقق مبيعات بالشكل المطلوب.
- إدارة المخاطر: عندما تكون البيانات معقدة وتتضمن العديد من العوامل المتداخلة، قد يكون من الصعب التعرف على المخاطر المحتملة أو الفرص، تسهم تصورات البيانات مثل الرسوم البيانية والمخططات التفاعلية في تبسيط هذه المعلومات وتجعل من السهل فهم العلاقات بين مختلف العناصر، مثلا يمكن أن تكشف عن مناطق في السوق ذات مخاطر عالية أو فرص نمو غير مستغلة.
كيف يمكن تصوير البيانات؟
يمكن تصوير البيانات وعرضها بطرق منوعة، منها: [3]
- المخطط Chart: تعرض البيانات على شكل محورين, إما على شكل جدولي أو بياني, من أشكاله رسم بياني أو مخطط أو خريطة, وغيرها.
- جدول Table: وهو عبارة عن أرقام تعرض على شكل صفوف و أعمدة.
- الرسم البياني Graph: هو عبارة عن محورين متعامدين يمثلان العلاقة بين متغيرين أو أكثر, ويحتوي على نقاط و خطوط ومنحنيات.
- انفوجرافيك Infographics: تستخدم فيها الكلمات والرسوم لتمثيل البيانات, قد يكون في شكل مخطط أو رسم بياني.
- لوحة المعلومات Dashboard: يتم عرض البيانات مع التصورات في مكان واحد لتسهيل تحليلها وعرضها.
- المخطط الشريطي Bar Chart: وهو رسم بياني يعرض البيانات على شكل أشرطة عمودية أو أفقية بحيث يمثل كل شريط قيمة عددية.
- الخرائط الشجرية Treemap: تعرض البيانات في مخطط هرمي في تنسيق مستطيلات متداخلة.
- مخطط Geospatial: يعرض البيانات في شكل خريطة لإظهار العلاقة بين أجزاء البيانات باستخدام الأشكال والألوان المختلفة.
- المخططات النقطية Scatter Plots: تمثل البيانات على شكل نقاط مبعثرة, ويستخدم لإظهار العلاقة بين متغيرين.
- الرسوم البيانية الفقاعية Bubbles Charts: توضح العلاقة بين متغيرين ولكن بإدخال بعد ثالث عن طريق تغيير حجم الفقاعات التي تمثل كل نقطة بيانات.
- خريطة المنطقة Area Map: تستخدم لعرض قيم محددة فوق خريطة لدولة ما أو أي موقع جغرافي آخر, وهي أحد أشكال Geospatial.
أفضل الممارسات لتصوير البيانات
للحصول على أفضل تصوير للبيانات ما عليك إلا اتباع هذه الممارسات: [4]
- أسلوب يناسب الجمهور: ليس الغرض من تصوير البيانات عرضها باستخدام الطرق المتنوعة فحسب, بل الهدف هو جعل النتائج سهلة الفهم من خلال تبسيط عرضها, لذا أحد العوامل التي تؤدي الى نجاح عملية تصوير البيانات هي أن تعرضها بطريقة تتناسب مع مستوى جمهورك, فلا تفترض أنهم على علم بتحليل البيانات, لذلك إذا كان الجمهور غير متمرس في تحليل البيانات يجب أن تبسط الرسوم البيانية والعناصر البصرية لجعلها أكثر وضوحا, أما إذا كان الجمهور متقدما في معرفة البيانات، يمكنك استخدام عناصر بصرية أكثر تعقيدا.
- تصميم بسيط ومتناسق: استخدم أنواع الرسوم البيانية التي تتناسب مع نوع البيانات التي تريد عرضها, إضافة الى جعل العناصر البصرية مثل الألوان والأشكال بسيطة قدر الإمكان لتجنب الفوضى البصرية, كما يجب أن تكون الخطوط متناسقة وسهلة القراءة, احرص أن تكون المعلومات بارزة وواضحة دون إضافة تفاصيل غير ضرورية, لاختيار نوع المخطط الصحيح يمكن الاستفادة من الآتي:
- إذا أردت إظهار العلاقة بين متغيرين او أكثر يمكنك استخدام الرسوم البيانية الخطية
- لمقارنة كميات الفئات استخدم الرسوم البيانية الشريطية
- لتوضيح العلاقة بين متغيرين مرسومين على محاور متوازية استخدم المخطط النقطي
- الرسوم البيانية الفقاعية تستخدم لنفس الغرض في المخطط النقطي ولكن بوجود ثلاثة أبعاد
- لمقارنة النسب بين الفئات استخدم الخرائط الشجرية
- تعزيز التواصل من خلال السياق: كلما كان السياق أوضح, كان الفهم أسهل, لذا من المهم أن تبتعد عن المصطلحات المعقدة واستبدلها بتسميات واضحة, سيكون من الأفضل أن تجعل للعرض تنسيقا واضحا, كالعناوين والتعليقات التوضيحية و وضع مصادر البيانات, هذا يعزز الفهم عند الجمهور.
- التفاعلية: عند عرض البيانات لا تكتفي فقط بالعروض الثابتة, اجعل العروض تتسم ببعض الديناميكية ليتمكن الجمهور من التفاعل مع البيانات, يمكن مثلا إضافة التلميحات لتظهر على شكل نوافذ صغيرة تحتوي معلومات إضافية عندما يمر المستخدم فوق نقطة بيانات معينة أو الفلاتر Filters لتصفية البيانات وعرض أجزاء معينة منها, تعزز هذه العناصر التفاعلية تجربة المستخدم من خلال جعل البيانات أكثر قابلية للفهم والاستكشاف.
- التغذية الراجعة: إذا أدرت أن تعزز تجربة المستخدم أكثر, سيكون من الجيد أن تخضع التصورات البيانية لتعليقات الجمهور, وأن تأخذ بعين الاعتبار آراءهم حول مدى قدرتهم على فهم البيانات المعروضة, بذلك يمكنك أن تحدد أي جوانب قد تكون محيرة أو صعبة الفهم، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين, ثم تنفيذ التعديلات اللازمة بناء على تلك التعليقات. احرص على تكرار هذه العملية باستمرار لتلبية احتياجات الجمهور.
سلبيات تصوير البيانات
رغم أن تصوير البيانات عملية لا يمكن الاستغناء عنها في تحليل البيانات, لابد من ذكر السلبيات المتعلقة بها لتبقى محاطا بالصورة الكاملة بخصوص هذا الموضوع, وحتى تكون على دراية بالتحديات التي قد تواجهك:
- عملية تستهلك الكثير من الوقت: إنشاء العروض التصويرية للبيانات يستغرق الكثير من الوقت وخصوصا عند التعامل مع كميات كبيرة من البيانات.
- قد تكون مضللة: رغم أن تصوير البيانات وجد لتوضيح العلاقات والأنماط في البيانات, إلا أنها قد تكون مضللة في بعض الأحيان, وذلك لأنها قد تعطي انطباعا بوجود أنماط واتجاهات في البيانات قد لا تكون موجودة, مما يؤدي الى استنتاجات غير صحيحة.
- صعبة التفسير أحيانا: بعض أنواع التصورات قد تكون صعبة التفسير والفهم وخصوصا تلك التي تحتوي على عناصر ثلاثية الأبعاد.
- لا تناسب جميع أنواع البيانات: للأسف أن بعض أنواع البيانات لا يمكن تصويرها باستخدام الطرق التي تحدثنا عنها, مثل البيانات الصوتية والنصية, بل توجد طرق أخرى بديلة لتحليلها وتفسيرها.
- غير قابلة للوصول لجميع المستخدمين: بما أن البيانات يتم تصويرها بعناصر بصرية, هذا يجعلها غير مناسبة وغير قابلة للفهم والتفسير من قبل الأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية, لذا لابد من اللجوء الى طرق أخرى بديلة.
الخاتمة
في الختام, يبرز المقال أهمية تصوير البيانات كجزء أساسي من عملية تحليل البيانات. بعد جمع البيانات وتنقيتها وتحليلها, يأتي تصوير البيانات ليكون الخطوة النهائية والأكثر حيوية, فبدون تصوير فعال، قد تكون كل الجهود السابقة عديمة الفائدة إذا لم يتمكن المحللون من إيصال النتائج بوضوح لأصحاب القرار. تصوير البيانات يسهل فهم الأنماط والعلاقات المعقدة في البيانات, مما يدعم اتخاذ قرارات مستنيرة ويسهم في تحسين الأداء وتقييم الاستراتيجيات. ومع ذلك, يجب مراعاة التحديات مثل استغراق الوقت وإمكانية التضليل وصعوبة التفسير لبعض الأنواع, بالإضافة إلى التأكد من أن التصورات تكون قابلة للوصول لجميع المستخدمين. من خلال الالتزام بأفضل الممارسات, يمكن تحسين جودة التصورات البيانية وجعلها أداة فعالة في دعم الأهداف وتحقيق النجاحات. أرجو أن يكون المقال قد فادك وأمدك بالمعلومات الضرورية حول هذا الموضوع, أتمنى لك تصوير بيانات ناجح!
المصادر